وتنطوي عملية إعادة بناء الكنيس على خطورة كبيرة كونها تأتي في سياق استهداف كيان المسجد الأقصى والتهويد المستمر لمدينة القدس.
وبحسب مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري فإن 12 منظمة يهودية مغالية في التطرف تنشط بمجالات متفاوتة بهدف نهائي لديها وهو إقامة الهيكل المزعوم مكان الحرم القدسي الشريف، فيما بدأ عشرات اليهود بالاحتفال الذي يستمر اليوم وغداً.
وتقول مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن هذا الكنيس يعتبر "أكبر وأعلى كنيس يهودي يبنى بالقرب من المسجد الأقصى، وقد أقيم على حساب المسجد العمري وأرض وقفية إسلامية في حارة الشرف، وهو حي إسلامي احتلته إسرائيل عام 1967"، ويقول اليهود إن الجيش الأردني هدم هذا الكنيس عام 1948 وإنهم قد أعادوا ترميمه.
كانت البداية حينما قَدِم إلى فلسطين فى ١٤ أكتوبر من عام ١٧٠٠ عدد من يهود طائفة «الأشكيناز» البولنديين وقاموا بجمع أموال كثيرة قدموها كرشوة لبعض موظفى الدولة العثمانية، من أجل السماح لهم بإعادة بناء كنيس جديد على أنقاض معبد قديم بجوار المسجد العمرى فى مدينة القدس.
ولكنهم لم يستطيعوا إتمام البناء الضخم بسبب ارتفاع التكلفة وتراكم ديون البناء عليهم، لتتم مصادرة الأجزاء التى تم بناؤها وهدمها فى عام ١٧٢١، وتُترك أرضه خراباً من دون بناء لمدة ٨٩ عاماً، وليطلق عليه اسم «ها حوربا»، أى الخراب، نسبة إلى وضعه الذى بات عليه.
فى تلك الأثناء قام الحاخام الصهيونى، البولندى الجنسية «إيليا بن شلومو زلمان»، المعروف باسم «جاؤون فيلنا»، بزيارة لمدينة القدس وتنبأ خلال زيارته بأن بناء هيكل سليمان سيكون فى النصف الثانى من الشهر الثالث من عام ٢٠١٠ بعد الانتهاء من بناء كنيس «ها حوربا» فى مدينة القدس العتيقة، مؤكداً أن ذلك الكنيس سيبنى ثم يهدم مرة أخرى ثم يعاد بناؤه للمرة الثالثة والتى أكد أنها ستحمل لليهود الإذن ببناء هيكل سليمان الثالث، حسب زعمه.
لم تكن تلك النبوءة مجرد كلام، ولكنها صارت عقيدة فى نفوس آل صهيون، ففى عام ١٨٠٨، وصل القدس عدد من تلاميذ «جاؤون فيلنا» وحاولوا إعادة بناء الكنيس، إلا أن السلطات العثمانية منعت ذلك، حماية للعرب الذين كانوا يسكنون فى الأرض المحيطة بالكنيس المهدم. إلا أن اليهود انتهزوا وقوع زلزال عام ١٨٣٤ وطالبوا مجدداً ببناء كنيس «ها حوربا» وقاموا بجمع تبرعات لبناء كنيسهم من كل يهود العالم، وبعد سبع سنوات اكتمل بناء الكنيس فى عام ١٨٦٤.
وفى يوم ٢٥ مايو من عام ١٩٤٨ كان الموعد مع تحقق الجزء الثانى من نبوءة الحاخام الصهيونى «جاؤون فيلنا» حينما حاصر الجيش الأردنى بقيادة «عبدالله التل» مجموعة من أفراد عصابات «الهاجانا» الإسرائيلية التى كانت تتمركز داخل المعبد، وطلب خروج جميع المتمركزين داخل الكنيس حتى لا تقوم القوات الأردنية بقصفه، إلا أن أفراد «الهاجانا» رفضوا الخروج رغم المهلة التى منحتهم لها القوات الأردنية ليتم قصف الكنيس فى يوم ٢٧ مايو عام ١٩٤٨ فيهدم.
وهكذا تحققت نبوءة الحاخام بهدم المعبد للمرة الثانية، وليزداد يقين اليهود بتلك النبوءة منتظرين اكتمالها فى عام ٢٠١٠، بعد أن بات الكنيس جزءاً مهماً لا من عقيدة اليهود وحسب بل من سياسة بنى صهيون ككل، لفرض سيطرتهم على المدينة المقدسة وجبل البيت، كما يزعمون.
وقد ظهر الكثير من الدعوات لإعادة بناء الكنيس فى عام ١٩٦٧ عقب احتلال القدس، إلا أن نبوءة «جاؤون فيلنا» كانت قد تمكنت من حاخامات اليهود الذين آمنوا بأن بناءه لن يتم إلا فى عام ٢٠١٠، واكتفوا ببناء قوس تذكارى لهذا الكنيس، حتى كان عام ٢٠٠١.
هناك تعليقان (2):
thanks Dr. for opening our eyes to what's happening in the world
you are more than welcome ya Israa
إرسال تعليق