Music

الأربعاء، 7 يناير 2009

أشهد أننا لا نستحي - داود الشريان


أعجبتني هذه المقالة و أجببت أن تشاركوني قراءتها وهي للكاتب داود الشريان ونشرت يوم الثلاثاء
6/1/2009 بجريدة الحياة


أشهد أننا لا نستحي

داود الشريان الحياة - 06/01/09//


هذا التعليق وصلني من مواطنة فلسطينية تعي
ش في غزة: «الفزع يملأ المكان. بيتنا يسكنه الذباب والموت. فتحت الباب كي افر من طنين الذباب ورائحة الموت، فإذا بي اصطدم بمزيد من الجثث وصرخات الاطفال الذين فقدوا امهاتهم. هذه هي الحال في غزة، وبعضكم في الصحافة العربية يكتب كلاماً مثل طنين ذباب قبيح، ثم ينام مثل... نحن نواجه حصارا وهلعا ودمارا وموتا بشعا، وبعضكم يفتعل تصريحات ومقالات وتحليلات ومعارك سياسية، ويستعيد داحس وكربلا والغبراء، ويحملنا ذنوباً لم نقترفها. لكن رغم همجية كلماتكم والجيش الاسرائيلي وحكمة العرب وعجز المسلمين، سنبقى نلوح حتى نموت بشرف وننتصر على الضمائر الميتة والسياسة الاميركية وإسرائيل».
هذه الرسالة التي تضج بمشاعر الغبن والغضب والخوف موجهة الى كل كاتب عربي ساوى بين الضحية والجلاد، وزين الخور وانعدام النخوة، وجعل من الضعف والهوان والانحياز الفج وجهة نظر للنقاش. هذه الرسالة شهادة بتهافت اعلامنا وصحافتنا ومقالاتنا. هذه الرسالة تقول بوضوح: «اذا لم تستح فاكتب ما تشاء»، ومن يقرأ بعض المقالات التي تنشر اليوم يتأكد ان الكتاب العرب «الذين اختشوا ماتوا».
أشهد ان بعض الصحافة المحسوب على ما يسمى تيار الاعتدال والموضوعية ينشر هذه الايام مقالات جريئة على نحو مخجل ومتبجح موجع. اشهد ان بعضنا يعين الظلم والعدوان والفاشية. اشهد ان معظمنا مستلب ومهزوم. اشهد اننا نكتب ترفاً قبيحاً، أشهد اننا فعلاً لا نستحي. نتكلم عن الارهاب والتطرف، ونعيد ونزيد في التهدئة والمعابر ومبادرات الحلول المؤجلة، ونصفي أحقادنا على جثث اطفالنا وبناتنا، ونتجاهل القتل والموت وإرهاب إسرائيل ووحشية جيشها الهمجي. تباً لنا ولمواقفنا المفتعلة وقلوبنا المريضة. لا أحد منا يجرؤ على التنديد بموقف واشنطن والمجموعة الاوروبية، والذي يسوغ الارهاب ويدعم الغطرسة الإسرائيلية، ويستهتر بأرواحنا وشعوبنا. صرنا من فرط تبعيتنا وتبجحنا نلوم الضحية، ونتهم الغاضب بالتطرف والانفعال، ونصمت عن قول الحقيقة ونتزلف للجلاد والغرب، ونتسول الاعتدال، ونخجل حتى من التعبير عن الحزن رغم كل هذا الألم الفظيع. أشهد اننا كتاب بلا موقف ولا نخوة. أشهد انه لا يليق بنا سوى الصمت.
انتهى
"المقالة منقولة من موقع جريدة الحياة على الانترنت http://www.daralhayat.com/ "

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

مقال اكثر من رائع

واكبر دليل مقالات طارق الحميد وبقية الكتاب في الشرق الأوسط فعلا شيء مخجل

تحياتي علي اشكرك على هذا المقال

أنس

غير معرف يقول...

مقال حلو مشكور
يا د علي

غير معرف يقول...

الحالة التي يعيشها اخواننا في غزة اسوأ بكثير مما نراه في الإعلام

و أقل شئ نقدر نسويه هو الدعم المعنوي

شكرا دكتور علي

mo